أن تتألم لأنك تواجه ما يسبب الألم فهذا طبيعي
أن تتألم لأن شخصاً تحبه يتألم فهذا نبل
أما أن تفرح لأن هناك مسلماً يتألم فهذه خسة ..قصة حقيقية .. عندما أصبح أخوكم من غوريلات المباحث! ذات يوم قررت أن أحصل على فكة دولارات، ذهبت إلى السوق، وقعت بين براثن نصاب، أخد دولاراتي وخرج من الباب الثاني للمركز التجاري، وتركني أعد النجوم في عز الظهيرة!..
شربت المقلب ومرت أيام طوال ..
و ذات يوم وجدت نفس النصاب في ركن يتصيّد فريسة ،،
يبدو أنه نسيني لطول المدة ،، مررت من أمامه ،، تأكدت من ملامحه ،، هو هو بشحمه ولحمه! ..
قلت في نفسي يجب أن أكفي المسلمين شرّه، و تذكرت أحد معارفي من المباحث ،، ذهبت إليه، وأخبرته بالقصة،
والعجيب أن أصحاب المباحث الذين أعرفهم وأسمع عنهم (ومنهم قريبي) هُم دوماً من أراذل الخلق، ولا غرابة فطبيعة عمل المباحث هي تتبّع العورات والتجسس على المسلمين، وهذا أمر لا تطيقه نفس حرّ!
على كلّ حال ..
دلني قريبي على آخر من المباحث، ذهبت إليه فوجدت رجلاً أقرب ما يكون إلى الغوريلا، لوناً ,, وحجماً ,, وشكلاً!
وصفت له النصاب، فأجابني هذا نعرفه لكن ليس لدينا دليل ضده، فهو دوماً يلعبها بخفة قذرة دون أن يترك دليلاً،،
كل مافعله صاحب المباحث أنه اكتفى بتوجيه كلمات للرجل يهدده ويخبره أننا نراقبك .. وهكذا أتحفه ببعض حركات الإرعاب النفسي على الطريقة المباحثجية، فهم متخصّصون في خلع قلوب البشر ..
مرت الأيام مرة أخرى، ولسوء حظ النصاب وجدته مرة أخرى يتصيد فرائسه قرب أحد البنوك ..
وهنا تبدأ القصة:
لم أستطع تحمل فكرة أن أتركه ينصب على المسلمين هكذا بكل بساطة ..
خطر في بالي أن أضربه، لكن أخوكم قليل اللحم .. فقررت التراجع عن معركة أتوقع انتهاءها باللكمة القاضية (عليّ)!
وبعد تفكير قررت أن أحاكي صاحبنا رجل المباحث، وأتظاهر بأني من المباحث!
اقتربت منه في ثبات مصطنع وقلت له ألن تتوقف عن ما تفعله؟
وفجأة! ..
فجأة تحول ذلك الرجل إلى شخص آخر، تبدو عليه الذلة، قال: .. آسف .. أنا أحتاج لمال،
انتهرته بحدة: ابحث عن عمل ،،
الرجل صار يستجديني و أوشك أن يبكي، وهو يحاول أن يبرر لي ويحكي لي أنه لا يجد عملاً ..
و الله يا إخوة
رغم أن الرجل لص، ورغم أنه جعل مني أضحوكة بين معارفي عندما نصب عليّ
لكنني فعلاً شعرت بالرثاء لحاله،
إنه لشعور لا تطيقه نفس المؤمن، أن ترى شخصاً يتذلل لك، ويظن أنك تمتلكه
غضبت من نفسي ..
فكّرت لوهلة أن أعتذر للرجل (النصاب)، وأشتري له عصيراً جزاء ما روّعته ..
حانت مني التفاتة
قلت في نفسي إن كان مشهد المجرم وهو ذليل يؤثر في النفس هكذا
فكيف بالمظلوم ..
كيف يطيب لرجل يدّعي الإسلام، أن يعذب شخصاً مسلماً لأنه يعارض قانوناً وضعه طاغوت اسمه أمريكا..
وشرعية دولية نجح قادتنا في تطبيقها أكثر من أهلها!
كيف يستمتع شخص سوِيّ، عندما يري شخصاً مسلماً ذليلاً بين يديه ..
فما بالك عندما يكون هذا الرجل مجاهداً صنديداً أفنى عمره في قتال الصليبيين، رجل عاش كل حياته في عزة وأنفة وإباء ..
بدأت أتساءل ..
هل ظلم الناس شعور لذيذ؟ .. هذا السؤال يُشبه، هل الخمر لذيذة؟ ,, فكلاهما أمر خبيث، يحلو في نظر الخبيثين لخلل في الفطرة البشرية عندهم.
قالوا:
نسي الطين ساعة أنه طينٌ .. حقيرٌ فصال تيهاً و عربدْ
ما زلت أتساءل ..
كيف يجترئ هؤلاء على الله العظيم، فيعذبوا أولياءه المؤمنين
أما سمعوا قول الملك الجبار : {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } الحجر 25
أهو قلة إيمان، أم هو كفر بقدرة الله ..
أهو المال،
أم هو فساد العقل،
{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} المائدة 56
فهل عاقل يختار غير الحزب الغالب؟
إلا إذا كان لا يؤمن بقرآننا .. إذاً فالأمر مختلف ..
تتواتر القصص عن أشياء تشيب لها الولدان .. حتى أن بعض السجناء المسلمين، يفضلون غوانتنامو على السجون العربية !..
فأي انتكاسة في مسيرة الفطرة الإنسانية حلت بكم يا عربان فجعلت منكم غرباناً سوداء لا تُكِن سوى الحقد،، أسوداً كلون ريشها ..
المطيري .. من الكويت إلى الفلوجة .. إلى سجن الدمام! شاب من شباب الكويت أبت نفسه أن يبقى في أرض يُقصف منها إخوانه ..
اسمه نواف مفرج محمد المطيري ..
قرر أنه ماضٍ ليجاهد في سبيل الله ..
ياناس ,, أتسمعون
هذه أعراض نساء ..
وأنفة شيوخ ..
و براءة أطفال ..
هذا عزّ أمة ..
هذه حرمات تدنس .. ونبي يُهان ..
هذه شريعة تأبى إلا أن تسود الأرض ..
فكيف ياقومي ترضون الذل والهوان ..
هذا كان لسان حال نواف وهو يهاجر إلى الله .. تاركاً زوجته، وأبناءه الثلاثة
هاجر وفي أذنه صرخات صابرين، وآهات فاطمة، ودموع عبير ذات الخمسة عشر عاما،ً التي تناوب عشرة من عباد الصليب اغتصابها، قبل أن يقتلوها ويحرقوا جثتها.
يا ويحكم! كيف تطيب أنفسكم وتخلد للراحة ..
بقية القصة ..
بعد أن أٌشيع أنه قتل في الفلوجة .. قدّر الله له، ودخل إلى بلاد الحرمين،
هذا الشاب أعتقل
فور دخوله أراضي المملكة
أعتقل بلا ذنب ولا تهمة
و وضع في سجن الدمام
مضى له أكثر من 5 سنوات
ولم يحاكم ولم توجه له أي تهمة ولم يسلم إلى الكويت!
وهوالأن مضرب عن الطعام .. وقد أصبح جسمه هزيلاً، لا يُدرى أمن عدم الطعام، أم من شدة القهر
وحالته و وضعه الصحي خطير جداً
وطيلة الخمس سنوات
وهو داخل زنزانته
والزنزانة مغلقة عليه لايخرج إلا دقائق بسيطة في الأسبوع للشمس ويخرج وهو مقيد لوحده
ونقول لمن سجنه ظلماً
ما ذنب هذا الشاب؟
فإن كان متهماً فلماذا لا تحاكمونه!
وعلى أي شيء تحاكمونه .. على سعيه لنصرة دينه، أم لدفاعه عن عرضه ..
وإن لم توجد عليه تهمة وهذه هي الحقيقة فلماذا لا تطلقون سراحه؟!!
مئات من خيار أهل التوحيد غير نواف ..
ممن أنفوا الذلة ..
يقبعون في تلك السجون وفي مستشفيات المجانين، وأماكن نعرفها ولانعرفها، دهاليز سرية، وغرف مخفية ..
نعوذ بالله من الخذلان
{
تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ }المائدة80
قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما للحجاج بن يوسف عندما جاء إليها شامتا بعد أن قتل ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعلق جثته مدة سبعة أيام قائلا: أرأيت كيف فعلت بابنك .. فأجابت في ثبات: أراك قد أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك