الطعن في الصحابة
لا إله إلا الله.. هذان البيتان تضمنا إرشاد الناظم للمسلم السني إلى ما يجب لعموم الصحابة، وهذا البيت في بعض الروايات مرتبط بالأبيات الأولى؛ لأن ذكر التابعين وذكر الأئمة صار فاصلا بين الأبيات المتعلقة في الصحابة، فكان المفروض أن يتقدم هذان البيتان كما في بعض الروايات.. أن يتقدم هذان البيتان على ما يتعلق بالتابعين ومن بعدهم على الأبيات السابقة الأبيات الثلاثة.
"وقل خير قول": قل أيها السني خيرَ قول في الصحابة، "قل خير قول" وذلك بذكرهم بالجميل، وذكر فضائلهم، والدعاء لهم، والترضي عنهم، وبيان ما يجب اعتقاده فيهم: "وقل خير قول في الصحابة كلهم" دون فرق، لا تفرق بين الصحابة لا تفرق بينهم إلا فيما فرق الله به فيما بينهم، وذلك بإنزال كل منزلته، ولكنهم جميعًا يشتركون في وجوب محبتهم، ووجوب الثناء عليهم، ووجوب الاعتراف بفضلهم الذي يشتركون فيه، اعتراف بفضلهم وتفاضلهم، فكلهم يشتركون في فضيلة الصحبة على منازلهم في الصحبة يشتركون في فضيلة الصحبة.
لا تكن طعانا في أحد من الصحابة كما تفعل طوائف المبتدعة من الرافضة والخوارج، فالرافضة يطعنون في كل الصحابة إلا نفرًا قليلًا، يطعنون فيهم ويعيبونهم، ويخُصّون الشيخين بمزيد من الطعن والسب واللعن، فعلى الرافضة.. فعليهم -أعني على الرافضة- لعنة الله يلعنون أبا بكر وعمر أفضل الصحابة، خير هذه الأمة، بل خير الناس بعد الأنبياء، يخصونهما باللعن، يخصونهما بالبغض، يخصونهما بالسب والشتم، ويكفرون أو يفسقون سائر الصحابة، يفسقون الجميع إلا القليل من الصحابة، مثل عمار بن ياسر، مثل سلمان الفارسي.. أفرادًا قلة.
والخوارج كذلك يكفِّرون عليًّا وعثمان رضي الله عنهما، يكفرون أصحاب الجمل، أصحاب صفين، يعني الذين اشتركوا في هذه الوقائع.
فالناظم يرشد إلى ذكر الصحابة بالجميل والحذر.. ويحذر من الطعن على أحد منهم: "ولا تك طعّانًا تعيب وتجرح" كما يفعل أهل البدع من الخوارج والرافضة والناس في الصحابة ثلاث طوائف -كما تقدم- طرفان ووسط:
فالرافضة يغلون في أهل البيت ويدّعون للأئمة منهم العصمة.. لأئمتهم العصمة، يدعون فيهم العصمة ويفرطون في سائر الصحابة ويبغضونهم، فالرافضة جمعوا بين الضلالتين: ضلالة الغلو، وضلالة التقصير في الصحابة، فغلو في فريق وفرّطوا في آخرين.. في أكثر الصحابة والخوارج غلوا يعني فرطوا وقصّروا في شأن أهل البيت وآخرين من الصحابة.
وأهل السنة وسط بين هؤلاء وهؤلاء، أهل السنة والصحابة وسط بين الرافضة والخوارج، فهم يؤمنون بفضلهم وتفاضلهم، وينزلون كُلًّا منزلته ولا يطعنون في أحد منهم، ولا يجرحون أحدًا منهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
س: أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ، عندما ذكر الناظم بعض الأئمة مثل مالك والثوري وغيرهم قال: أولئك قوم قد عفا الله عنهم، فهل يجوز أن يقال هذا البيت؟
ج: الله، أولئك قوم قد عفا الله عنهم، أرجو أنه يريد الدعاء، لكن لم يسعفه النظم، فذلك قوم... النظم -يعني- له مضائق ويلجئ إلى إقحام بعض الكلمات، إقحام، فقط انزعها أنت انزعها من التركيب، خلي هذه يعني توصيلة للنظم يعني: أولئك قوم عفا الله عنهم، يدعو لهم بالعفو، خليها كذا بس، نعم.
س: أحسن الله إليكم، وهذا سائل من ماليزيا يقول: هناك من ينتسب للعلم يعلم بعض الناس فيقول هذه الأبيات
ثم ذكر عائشة وخديجة وآسية، فما رأيكم في هذه الأبيات..؟
ج: هذه من نظم أصحاب الغلو، لو كان البيت الأول قلنا هذا البيت ناظمه رافضي، خمسةٌ.. والبيت أيش؟ خمسة أو عشرة؟ لي عشرة.. الرافضة يمكن ما يقول لي عشرة، الرافضي يقول
أنا مَرّ علي هذا البيت هكذا "خمسة" بس وفاطمة، لكن إذا كان هذا فهو صوفي، من الصوفية الذين يغلون في أهل البيت وفي غيرهم من آل الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين.
ثم هذا الجاهل يقول: خمسة عشرة أطفي بهم حر اللظى الحامي، لا أبدًا، وإن قدر إنه يتأول أو يتأول له إنه يريد محبتهم، فلماذا اللجوء إلى التعبير الموهم المجمل المحتمل الموهم للباطل، فهذه الأبيات لا ينبغي اعتمادها ويجب التحذير من إنشادها، هم ينشدونها ويرددون ويتعبدون بها، يتعبدون بتلاوة هذه الأبيات.. يترنمون بها عبادة كما يترنمون بالقرآن نعم.
س: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما هو السبب في إطلاق الزهراء والبتول على فاطمة رضي الله عنها؟
ج: والله "الزهراء" ما أدري عنها، والبتول هذا اسم ما هو خاص، البتول أنا لا أستحضر الآن المعنى الدقيق اللغوي، لكن البتول من البتل فيه معنى التبتل والعبادة، التبتل معناه العبادة، فهي بتول كأنه يعني يتضمن أنها الطاهرة العفيفة العابدة الصالحة، وهذا معنى حقن نعم.
س: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في عبد الرحمن بن عوف "يدخل الجنة حَبْوًا" ؟
ج: والله ما أدري! هذا يُراجع ما أدري، نعم.
أحسن الله إليكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ بارك الله فيك!
سأل أحدكم أمس عن حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "رأيت عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- يدخل الجنة حَبْوًا" كان السائل يسأل عن معنى الحديث، ولكن في الحقيقة أحد الحاضرين جزاه الله خيرًا يعني لفت نظري إلى أن الحديث ما هو بصحيح، وبعد البحث والتأمل تبين أن الحديث ما هو بصحيح، وأن أهل العلم نصوا على أنه موضوع، الإمام أحمد وغيره من الأئمة وابن الجوزي ذكره في الموضوعات، وحينئذ فلا نحتاج إلى الكلام في معناه ما دام أنه موضوع وكذب فلا نحتاج إلى الكلام في معناه، والله أعلم.. نعم