التعلم الإلكتروني

يرى الكثيرون في التعلم الإلكتروني طريقة أفضل للتعليم بإعتباره سبيلاً أسهل للحصول على الدرجة العلمية المطلوبة وهو إعتقاد غير صحيح كما سنرى . ليس المقصود فقط بالتعليم الإلكتروني تسهيل وتسيير عملية التعليم لأنه يتجنب قيود الزمان والفضاء والمكان . صحيح أن الناس يستطيعون الحصول على درجاتهم العلمية عبر الإنترنت دون حاجتهم إلى مغادرة بلدانهم وصحيح أيضاً أن بإستطاعة التربويين الآن الوصول إلى الطلاب في أوقات وسرعات لم تكن ممكنة من قبل وبهذه الطريقة يتم ربط المجتمعات ببعضها البعض والأهم ربط الجمعيات الأكاديمية ، فعلى سبيل المثال تستطيع الآن القيام ببحث مشترك عن التعلم الإلكتروني مع أي طالب من جامعة هارفرد دون أن تقابل ذلك الطالب وكلما تحتاجه هو أن تكون لديك مادة جيدة للبحث تقتنع بها الجامعة والطالب الذي سيشاركك البحث .

كان التركيز في الماضي على "المعايير" بدلاً من نوعية البحث والتعليم والوضع لايزال على هذا الحال في كثير من بلدان العالم التي لا تزال تهتم بالكم والمظهر على الورق رغم أن المعرفة أصبحت الآن متاحة لكل فرد وكلما تحتاجه هو أن تنقر على متصفح الإنترنت لتجد كل ما تحتاجه ولذلك أصبح الباحث أكثر تركيزاً على إنتاج الجديد الذي يحظى بالإعتراف والإستحسان بدلاً من تكرار وإعادة تنميط المعلومات القديمة.

من خلال إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت يمكن أيضاً إيصال التعليم إلى المناطق النائية وإلى من فاتتهم فرصة التعليم وتعزيز كافة أشكال المعرفة الضرورية للإحتياجات البشرية مثل المدارس الطبية وغيرها ، فعلى سبيل المثال ظلت جامعة كاليفورنيا وجامعة تكساس تطرحان منذ عام 1996م برامج تعليمية في مجال الجراحة عبر الإنترنت حيث يستطيع الطلاب المنتسبين لهذه البرامج مشاهدة عمليات جراحية أثناء حدوثها على الهواء مباشرة (زهران 1996) ، إذاً بهذه الخاصية يمكن إحداث ثورة في مجال التعليم الطبي من خلال التعلم الإلكتروني في المناطق التي لا توجد بها مدارس طبية مثل الصحراء الإفريقية.

المعرفة قوة والرفاهية والتحصيل الإلكتروني هما عضد أكيد للمعرفة أي أنه بنشر التعليم الإلكتروني على أوسع نطاق سوف تتحسن الأحوال الإقتصادية الدولية للعالم قاطبة وتنطلق إلى الأمام

على عقباتستهدف استراتيجية التعليم الالكتروني كافة فئات المجتمع ومختلف قطاعات الدولة بما في ذلك المدارس والمؤسسات الحكومية وشرائح المجتمع والمرأة غير العاملة والمتقاعدين والشباب.

ت التعليم الإلكتروني

يجب ألا تحول جميع العقبات المذكورة أعلاه دون تعزيز التعليم الإلكتروني حيث أن هنالك العديد من الطرق الواقعية والممكنة للتغلب على هذه العقبات منها ما يلي:

1. تقليل الكلفة الكلية للتقنية . صحيح أن التقنية في مجملها باهظة التكاليف ولكن من ناحية أخرى يجب ألا تكون التقنية بذلك القدر من التكلفة عند إستغلالها بكفاءة لتقديم الخدمات كما أن على المدارس والجامعات وما يقترن بها من مؤسسات تعليمية أن تدرك أنه في عالم التعليم اليوم يعد عدم إستغلال الإنترنت أشبه بالإنتحار التربوي وذلك لأن الحقيقة الماثلة هي أن الجميع يستخدم الإنترنت مع تقلص قيمة الورقة المطبوعة مقابل قيمة المعلومات الإلكترونية ولذلك فإن المؤسسات التي لا تقدم على إستخدام الإنترنت سوف تحكم على نفسها بالعزلة والتخلف . بجانب ذلك يستطيع الطلاب في المستقبل القريب الإنتماء إلى أية مدرسة أو جامعة تروق لهم دون الحاجة إلى مغادرة مدنهم مواقع سكناهم ، وفي هذه الحالة كيف سيكون مصير تلك الجامعات التي قررت عدم الإستثمار في الإنترنت والتقنيات الحديثة لأغراض التعليم ؟

2. السيطرة على التقنية . طالما أن النظم التعليمية تتميز بخاصية الرقابة والكفاءة التقنية فإنه يمكن السيطرة على كل شيء يتعلق بالتعليم الإلكتروني بما في ذلك موارد ونوعية التعليم وفوق كل ذلك الأمانة الأكاديمية.

3. وضع سياسة صارمة غير متسامحة إزاء الأمانة الأكاديمية . يتعين على جميع المدارس الراغبة في البقاء والمحافظة على جودة مخرجاتها التعليمية في عصر الإنترنت أن تضع نصب عينها قضايا الأمانة لأكاديمية وذلك بوضع سياسة شديدة الصرامة ضد كل من يقوم بمخالفة القواعد المرعية عند إستخدام الإنترنت.

4. وضع سياسة أمن صارمة . المقصود بسياسة الأمن هو القدرة على تحديد من يسمح له ومن لا يسمح له بالوصول إلى معلومات المدرسة أو الجامعة (بلاك 2001) مع ضرورة الإلتزام بهذه السياسة ووضعها موضع التنفيذ العملي بإستخدام الوسائل التقنية مثل جدار النار (Firewall) وهو عبارة عن برنامج حاسوبي يعمل لحماية الشبكة ضد التهديدات الخارجية مثل المولعين بالحواسيب وهي تراقب الدخول إلى الشبكة والخروج منها ، وهنالك العديد من التقنيات الحاسوبية وخدع الإتصال التي يمكن أن تخدم هذا الغرض ولكن الأهم هو ضرورة الوضوح في قضية من يسمح له ومن لا يسمح له بالدخول إلى الشبكة.

5. تعليم وتدريب المدرسين والتربويين . ويشمل ذلك التدريب في مجال التقنية وإستخدام الإنترنت بجانب التدريب على وسائل التدريس والقضايا الإجتماعية والإنسانية الأخرى في الصف بما يمكنهم من تحسين قدراتهم على التعاطي مع التعلم لإلكتروني.

6. تعليم المجتمع . يتعين على التربويين في نهاية المطاف التعامل مع أولياء أمور الطلاب وعائلاتهم ولذلك يجب الإستعانة بالتعليم الإلكتروني كإستراتيجية رئيسية لتعليم المجتمعات عن أهمية مثل هذه التقنية وقدرتها على خدمة المجتمع نحو مستقبل أفضل.

اخوكم سفير الحب والغرام